التعريف المختصر
-
الارتجاع الفسيولوجي (قَشْط/ترجيع بسيط): رجوع محتوى المعدة إلى المريء ثم الفم بدون أذى؛ شائع جدًا في الأشهر الأولى بسبب رخاوة الصمام وقِصَر المريء. غالبًا يبلغ الذروة بعمر ٣–٤ أشهر ويخفّ تدريجيًا، ويزول عند أغلب الأطفال قبل عمر ١٢ شهرًا (وأحيانًا حتى ١٨ شهرًا).
-
الارتجاع المرضي (داء الارتجاع المعدي-المريئي): نفس الرجوع لكن مصحوب بمشكلات مثل ألم واضح، اضطراب الأكل/النوم، أو عدم زيادة الوزن، أو مضاعفات تنفّسية أو التهابية—وهنا يحتاج تقييمًا وعلاجًا.
كيف أفرّق بينهما؟
يميل لأن يكون فسيولوجيًا إذا:
-
الطفل نشِط، يرضع جيدًا، ويزيد وزنه طبيعيًا.
-
القشط كمّيات صغيرة بعد الرضعة، بلا بكاء شديد أو رفض للطعام.
-
لا توجد أعراض تنفّسية أو اضطرابات نوم شديدة.
-
لا ألم واضح عند الاستلقاء، ولا دم في القيء/البراز.
يُشتبه أنه مرضي إذا وُجد واحد أو أكثر مما يلي:
-
فشل نمو/ثبات وزن أو فقدان وزن.
-
ألم وبكاء شديد أثناء أو بعد الرضعة، انحناء الظهر وشدّ الجسم (قد يظهر كـ “وضعية سانديڤر”: إمالة الرأس وتقوّس الظهر).
-
رفض الرضعات أو قِلّة الكميّة بشكل يؤثّر على الوارد اليومي.
-
قيء مدمّى أو أسود، فقر دم.
-
سعال مزمن، بُحّة، صفير، نوبات اختناق/زرقة، تكرار التهاب رئوي.
-
اضطراب نوم شديد مرتبط بالاستلقاء.
-
استمرار الأعراض بعد ١٢–١٨ شهرًا.
إشارات إنذار طارئة (تستلزم فحصًا عاجلًا)
-
قيء أخضر (صفراوي) ← احتمال انسداد أمعاء.
-
قيء قذفي متكرر بعمر ٢–٨ أسابيع خاصة مع جوع شديد ثم تعب ← يُخشى تضيّق البواب.
-
خمول، جفاف، حرارة، دم في القيء/البراز، انتفاخ بطن قاسٍ.
ماذا نفعل في البيت أولًا؟ (خطوات آمنة)
-
تعديل الرضعات:
-
كميّات أصغر بفواصل أقصر؛ تجشؤ متكرر أثناء وبعد الرضعة.
-
حمل الطفل عموديًا ٢٠–٣٠ دقيقة بعد كل رضعة.
-
تجنّب الإطعام ثم الإيحاء بالنوم مباشرة؛ اتركي وقت تهدئة.
-
-
ثخانة الرضعة (للرضاعة الصناعية فقط):
-
يمكن للطبيب أن ينصح بإضافة مُثخِّنات مخصّصة للرضّع أو استخدام حليب جاهز “مُثقّل” لتقليل الترجيع.
-
تنبيه: اختيار المثخّن بحسب العمر والحالة (بعضها لا يُنصح به للخدّج والصغار جدًا).
-
-
للرضاعة الطبيعية:
-
استمرّي بالرضاعة؛ احملي الطفل عموديًا. إن لزم، يمكن سحب حليب الأم وتكثيفه بمُثخّن مناسب بوصفة مختصّة (لا يُنصح بإضافة الأرز لحليب الأم مباشرةً).
-
-
النوم والأوضاع:
-
النوم دومًا على الظهر على سطح صلب (سلامة النوم أولًا).
-
الميلان الخفيف للمرتبة أو وضع الطفل على الجانب أثناء النوم غير مُوصى به لاعتبارات الأمان.
-
أثناء الاستيقاظ: يمكن وضعية الانبطاح على البطن تحت إشرافك لتمرين العضلات وتقليل الغازات.
-
-
بيئة صحية:
-
تجنّب التعرّض لدخان السجائر والعطور القوية.
-
راقبي الإمساك؛ عالجيه إن وجد بتوجيه الطبيب لأنه يزيد الضغط داخل البطن.
-
متى نفكّر بتحسّس بروتين حليب البقر؟
-
إذا رافق الأعراض: دم خفيف بالبراز، طفح/أكزيما، قيء أكثر من المعتاد، غازات مؤلمة.
-
الخطة التجريبية (بإشراف الطبيب):
-
للأم المرضِعة: حذف مشتقّات الحليب من غذائها لمدة ٢–٤ أسابيع ثم إعادة تقييم.
-
للرضاعة الصناعية: تجربة حليب علاجي مُتحلّل (جزئي/كُلّي) لمدة ٢–٤ أسابيع.
-
متى نلجأ للأدوية؟
-
الأدوية (مثل مثبّطات مضخة البروتون أو حاصرات مستقبلات الهستامين-٢) لا تُعطى لارتجاع فسيولوجي ولا للبكاء وحده؛ تُناقش فقط إذا:
-
توفّرت دلائل قوية على التهاب مريء حمضي (ألم شديد مستمر، رفض طعام مؤثّر، فقر دم/دم بالقيء)،
-
وبعد تطبيق الخطوات السلوكية والغذائية بلا فائدة كافية.
-
-
تكون تجربة قصيرة مُحدَّدة المدة وتحت إشراف طبي.
-
محركات المعدة (أدوية تُسرّع التفريغ) ليست روتينًا بسبب آثار جانبية وعدم ثبات الفائدة في الرضّع.
متى نطلب فحوصات؟
-
لا حاجة لفحوصات في الارتجاع الفسيولوجي النمطي.
-
نفكّر في الفحوصات عند علامات مرضية أو مضاعفات:
-
تصوير ظليل للجهاز الهضمي العلوي سريعًا إذا كان القيء أخضر أو هناك شك انسداد/التفاف.
-
قياس الحموضة وارتجاع المريء متعدد المعاوقة لتوثيق الارتجاع الحمضي/غير الحمضي عند عدم وضوح التشخيص أو فشل العلاج.
-
منظار المريء والمعدة إذا اشتبه التهاب مريء، نزف، أو لتقييم مضاعفات.
-
تحاليل عامّة (تعداد دم/حديد) إذا وُجد فقر دم أو نزف.
-
خريطة قرار سريعة للأهل
-
رضيع يرشح قليلًا بعد الرضعات، مرتاح، يزداد وزنه ← اطمئني، اتّبعي تعديلات الرضعات والحمل العمودي والمتابعة الروتينية.
-
بكاء شديد مع الرضعات/رفضها، أو نقص زيادة الوزن، أو أعراض تنفّسية/نزف ← استشارة طبية قريبة؛ ناقشي خطة غذائية (تثخين/تجربة حليب علاجي/حذف ألبان للأم) وقد تُجرَّب أدوية لفترة قصيرة إن لزم.
-
قيء أخضر/قذفي، خمول/جفاف، دم بالقيء/البراز ← طوارئ.
أسئلة شائعة
-
هل سيزول تلقائيًا؟ الفسيولوجي نعم غالبًا قبل عمر سنة.
-
هل القشط يؤذي؟ لا إن كان الطفل مرتاحًا وينمو طبيعيًا.
-
هل أُغيّر الحليب كثيرًا؟ لا؛ التغيير يكون موجّهًا وبفترة تجربة كافية وتحت إشراف.
-
هل وضع وسادة أو ميلان أثناء النوم يساعد؟ غير مُوصى به لأسباب أمان؛ استخدمي الحمل العمودي بعد الرضعة بدلًا من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق