السبت، 27 سبتمبر 2025

ما هو الحاجز الدموي الدماغي ولماذا هو مهم؟

 

ما هو الحاجز الدموي-الدماغي (BBB)؟

هو “مرشِّح ذكي” يفصل الدم عن نسيج الدماغ والحبل الشوكي. يتكوّن أساسًا من:

  • خلايا بطانية للأوعية الدماغية مرتبطة بإحكام (Tight junctions).

  • غشاء قاعدي (Basement membrane).

  • خلايا داعمة: الخلايا النجمية (أقدام قدمية/astrocyte end-feet) والخلايا حول الوعائية (pericytes).


ماذا يمرّ وماذا لا يمرّ؟

  • يَمرّ بسهولة: جزيئات صغيرة دهنية الذوبان (مثل الأكسجين، ثاني أكسيد الكربون، بعض الأدوية المذيبة بالدهن)، والماء عبر قنوات خاصة.

  • يمرّ عبر ناقلات: الغلوكوز (GLUT1)، بعض الأحماض الأمينية، فيتامينات معيّنة.

  • لا يمرّ عادةً: الجزيئات الكبيرة والماء-الذوابة (معظم المضادات الحيوية، السموم، البروتينات). توجد “مضخّات طرد” مثل P-glycoprotein تعيد إخراج كثير من الأدوية.


لماذا هو مهم؟

  1. حماية الدماغ: يمنع السموم والجراثيم والتقلّبات الكيميائية في الدم من إرباك نشاط الدماغ الحساس.

  2. ثبات البيئة الداخلية (Homeostasis): يبقي الأيونات والناقلات العصبية ضمن حدود دقيقة لضمان الإشارات العصبية السليمة.

  3. تحدٍّ في العلاج: كثير من الأدوية لا تصل للدماغ. مثال مشهور: الدوبامين لا يعبر، لذلك نستخدم ليفودوبا (يعبر ثم يتحوّل إلى دوبامين داخل الدماغ).

  4. أدوار في الأمراض:

    • السكتة/الالتهاب/الرضوض: قد يتسرّب الحاجز (يزداد نفاذًا) فتحدث وذمة أو سمّية استثارية.

    • التصلّب المتعدد (MS): خلل الحاجز يسمح بدخول خلايا مناعية تُحدث أذية ميلين.

    • ألزهايمر: تُرصد تغيّرات في الحاجز قد تسرّع تراكم البروتينات الشاذّة.

    • التهاب السحايا: الالتهاب يزيد النفاذية مؤقتًا، ما يسمح بمرور بعض المضادات الحيوية بصورة أفضل.


كيف تعبر الأدوية عند الحاجة؟

  • استهداف نواقل معيّنة (حمل دواء “متنكرًا” كغلوكوز/حمض أميني).

  • النقل بوساطة مستقبلات (Receptor-mediated transcytosis).

  • التوصيل الموضعي/داخل السائل الدماغي الشوكي لبعض العلاجات.

  • فتحٌ أسموزي مؤقّت (مثل مانيتول) أو تقنيات موجات فوق صوتية مركّزة—ضمن بيئات متقدّمة وتحت إشراف مختصين.


ماهي الأدوية التي تعبر الحاجز الدموي الدماغي؟

1) أدوية عصبية/نفسية (تعبر جيدًا غالبًا)

مهدئات/منوّمات: ديازيبام، لورازيبام، فينوباربيتال، زولبيديم.

مضادات الاكتئاب: فلوكسيتين (SSRI)، سيرترالين، إسيتالوبرام، أميتريبتيلين (TCA).

مضادات الذهان: هالوبيريدول، كلوزابين، كيتيابين، أولانزابين.

مضادات الصرع: فينيتوين، كاربامازيبين، فالبروات، لاموترجين، ليفيتيراسيتام، توبيراميت.

مضادات الألم الأفيونية: مورفين (يعبر لكن أقل من الهيروين/6-MAM)، أوكسيكودون، فنتانيل.

مخدّرات وريدية/تخدير عام: بروبوفول، كيتامين، إيتوميديت.

مضادات باركنسون: ليفودوبا (يعبر عبر ناقل الأحماض الأمينية LAT1 ثم يتحول لدوبامين)، سيليجيلين/راساجيلين، براميبكسول/روبينيرول.



2) مضادات حيوية/مضادات عدوى (النفاذية تتحسّن مع التهاب السحايا)

سيفالوسبورينات الجيل الثالث: سيفترياكسون، سيفوتاكسيم (ممتازة في التهاب السحايا).

كاربابينيم: ميروبينيم.

فانكوميسين: يصل بجرعات التهاب السحايا.

ميترونيدازول، لينيزوليد، تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول، كلورامفينيكول (نادراً).

مضادات فيروسية: أسيكلوفير (لالتهاب الدماغ الهربسي)، جانسيكلوفير.

مضادات فطرية: فلوكونازول (يعبر جيدًا)، فوريكونازول (جيّد)، أمفوتيريسين ب ضعيف غالبًا.

السلّ: إيزونيازيد وبيرازيناميد يعبران جيدًا؛ ريفامبين متوسّط؛ إيثامبوتول ضعيف.



3) أدوية ذات تأثير لاإرادي/قلبي وعائي تؤثر مركزيًا

مُضادّات كولين مركزية: سكوبولامين (لدوار الحركة)، أتروبين (يعبر).

مضادّات هيستامين الجيل الأول: ديفينهيدرامين، كلورفينيرامين (تسبب نعاسًا لأنها تعبر)، بينما الجيل الثاني (مثل لوراتادين/سيتريزين) يعبر أقل.

محصرات بيتا: بروبرانولول يعبر (تأثيرات مركزية ممكنة)، أتينولول يعبر قليلًا.

محاكيات α2 المركزية: كلونيدين، غوانفاسين.

كورتيكوستيرويدات: ديكساميثازون يعبر ويُستخدم لتقليل وذمة حول الأورام/في التهاب السحايا.



4) مواد صغيرة دهنية الذوبان (غير وصفية لكن مهمة للفهم)

كافيين، نيكوتين، كحول: تعبر بسهولة نسبيًا بسبب ذوبانها الدهني وحجمها الصغير.



5) حالات خاصة/استثناءات مفيدة

الدوبامين نفسه لا يعبر؛ لذلك نستخدم ليفودوبا.

لوبيراميد (أفيوني محيطي) لا يُحدث تأثيرات مركزية لأن P-glycoprotein تطرده من الـBBB.

الأجسام المضادّة (mAbs) عمومًا لا تعبر BBB بكميات علاجية (استثناءات نادرة بأساليب توصيل خاصة/تجارب).




قواعد عامة تذكيرية

كلما كان الجزيء أصغر وأكثر ذوبانًا في الدهن، زادت فرصة عبوره.

الالتهاب (مثل التهاب السحايا/السكتة) قد يزيد النفاذية مؤقتًا فيُسهّل دخول بعض الأدوية.

وجود مضخّات طرد (مثل P-gp) يقلّل تركيز الدواء داخل الدماغ حتى لو كان يعبر جزئيًا.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق