السبت، 27 سبتمبر 2025

هل يسبب الإفراط في الشاشات إجهادًا دماغيًا؟

 

نعم—الإفراط في الشاشات يمكن أن يسبّب إجهادًا دماغيًا. ليس لأن الشاشة “تُتلف” الدماغ مباشرة، بل لأن طريقة الاستخدام تُحمّله أعباءً مستمرة. الخلاصة العملية:


لماذا يحدث الإجهاد؟

  • تشتيت دائم: تنقّل سريع بين إشعارات ومهام (Context switching) يرفع العبء المعرفي ويقلّل عمق التركيز.

  • محتوى سريع عالي الإثارة: “دولاب دوبامين” من المقاطع القصيرة يُضعف القدرة على الانتباه المستمر.

  • ضوء أزرق ليلًا: يؤخر الميلاتونين فيضعف النوم العميق الضروري لتثبيت الذاكرة.

  • إجهاد بصري ووضعيات سيئة: جفاف العين، صداع شدّي، ألم رقبة وكتفين—يزيد الإحساس بالتعب الذهني.

  • قلة الحركة: جلوس طويل يقلّل تدفق الدم واليقظة.


علامات تنبّهك

ضبابية ذهن، صعوبة التركيز/البدء بالمهام، تشتّت سريع، صداع/ثِقَل بالرأس، نعاس نهاري، تهيّج/قلق، اضطراب نوم، عيون جافة/حارقة، ألم رقبة.

استخدام “أذكى” يقلّل الإجهاد


روتين العمل/الدراسة

  • جرّب 25–30 دقيقة تركيز + 5 دقائق استراحة (بومودورو)، مع حركة قصيرة في كل استراحة.

  • مهمة واحدة في وضع ملء الشاشة؛ أوقف الإشعارات غير الضرورية (دفعات مجمّعة كل ساعة).

  • ضع المهام في قائمة “3 أولويات” يوميًا لتقليل القفز بين التطبيقات.


العين والنوم

  • قاعدة 20–20–20: كل 20 دقيقة، انظر 20 ثانية لمسافة 6 أمتار تقريبًا + ارمِش بوعي.

  • مسافة شاشة 50–70 سم، أعلى الشاشة بمحاذاة العين، إضاءة خلفية لطيفة (بدون وهج).

  • حظر الشاشات 60–90 دقيقة قبل النوم؛ إن لزم استخدام مسائي، فعّل “فلتر الضوء الأزرق/الوضع الداكن”.

  • عند جفاف العين: دموع صناعية بدون مواد حافظة (OTC) واستخدام مرطب جوّ.


التغذية والحركة

  • ماء كفاية، وجبات منتظمة منخفضة السكر المضاف (ثبات سكر الدم = ثبات التركيز).

  • 10 دقائق مشي أو إطالة خفيفة كل 2–3 ساعات.


تنظيم الترفيه

  • حُدود واضحة للمحتوى القصير (Reels/Shorts): كتلة واحدة 15–20 دقيقة بدل التفقد المتكرر.

  • نسبة 1:1 بين وقت ترفيهي سريع ووقت نوعي بطيء (قراءة، تعلّم، هواية).


للأطفال والمراهقين (مبادئ عامة)

  • قبل المدرسة: أوقات محدودة، محتوى عالي الجودة مع مشاركة أحد الوالدين.

  • طلاب المدارس: حدّ أقصى ترفيهي يومي ثابت + لا شاشات قبل النوم/على موائد الطعام.

  • لجميع الأعمار: لا شاشات في غرفة النوم، ووقت عائلي/اجتماعي يومي بلا أجهزة.


خطة “إعادة ضبط” من 7 أيام

  1. تحديد “ساعات ذهبية” يومية بلا إشعارات (مثلاً 9–11 ص).

  2. حذف/كتم تطبيقات تُشتّت أو نقلها لشاشة ثانية.

  3. بومودورو مرتين صباحًا + مرة عصرًا.

  4. مشي 20–30 دقيقة يوميًا.

  5. حظر شاشات قبل النوم 90 دقيقة + قراءة ورقية خفيفة.

  6. تنفيذ 20–20–20 طوال اليوم.

  7. مراجعة تقدّمك وتخفيف ما بقي من مصادر التشتيت.



الخلاصة: ليست الشاشة عدوًا بحد ذاتها؛ طريقة الاستخدام هي الفارق. بتنظيم الإشعارات، تقليل المحتوى السريع، حماية النوم، وفواصل الحركة—ستلاحظ تركيزًا أصفى وطاقة عقلية أفضل.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق